
يبدأ المدرب البلجيكي جيس ثورب مهمته داخل النادي الأهلي برؤية هجومية واضحة، تعتمد على السرعة والإيجابية في بناء الهجمات، مع الحفاظ على التوازن الدفاعي والانضباط التكتيكي.
يسعى ثورب إلى إعادة صياغة هوية الفريق الأحمر بأسلوب يجمع بين الضغط العالي القوي والتحركات المنظمة، ما يجعل الأهلي فريقًا صعب المواجهة سواء داخل مصر أو في البطولات الإفريقية.
ديانج يبلغ الأهلي برفض تجديد عقده بعد مفاوضات بيراميدز
يركز ثورب على خلق فريق يتمتع بروح هجومية وشخصية جماعية، إذ يرى أن فهم دوافع اللاعبين وشخصياتهم لا يقل أهمية عن الجوانب الفنية أو التكتيكية.
طريقة لعب جيس ثورب
فهو من نوعية المدربين الذين يؤمنون بأن العلاقة الإنسانية بين المدرب واللاعب هي مفتاح النجاح الحقيقي لأي مشروع كروي طويل الأمد. لذلك، يعمل منذ اللحظة الأولى على كسب ثقة لاعبيه والتقرب منهم لمعرفة ما يحفزهم داخل وخارج الملعب.
مصادر داخل القلعة الحمراء كشفت أن بعض الأسماء الكبيرة قد تخرج من حسابات المدير الفني الجديد، وعلى رأسهم محمد مجدي أفشة وحسين الشحات، اللذان يرى ثورب أنهما لا يتناسبان مع فلسفة اللعب السريع والمباشر التي يعتمدها.
ملخص وأهداف مباراة بيراميدز وطلائع الجيش اليوم
في المقابل، سيكون أحمد سيد زيزو أحد أهم العناصر في تشكيلته، إذ يعتبره المدرب البلجيكي لاعبًا متعدد الاستخدامات قادرًا على اللعب في أكثر من مركز هجومي، وهو ما يمنحه لقب “الجوكر” في الفريق.
من هو جيس ثورب مدرب الأهلي؟
ويفضل ثورب اللاعبين الذين يملكون نزعة هجومية واضحة ويلعبون مباشرة نحو المرمى، مثل محمد علي بن رمضان وأشرف بن شرقي وأحمد سيد زيزو، في حين لا يجد مكانًا كبيرًا للعناصر التي تفتقد للسرعة أو الميل للمراوغة غير الفعالة.
اختيار الكابتن محمود الخطيب لجيس ثورب لم يكن صدفة، بل جاء بعد دراسة دقيقة لسيرته ومسيرته التدريبية. الخطيب رأى في المدرب البلجيكي شخصية قوية قادرة على السيطرة على غرفة الملابس المليئة بالنجوم، مع امتلاكه فكرًا تكتيكيًا متطورًا يواكب متطلبات كرة القدم الحديثة.
الإدارة الحمراء تدرك أن الأهلي يحتاج إلى مدرب يوازن بين الانضباط والمرونة، بين الصرامة والحوار، وهو ما يتوافر في شخصية ثورب.
يمتاز المدرب الجديد بقدرته على تغيير طريقة اللعب وفقًا لقدرات اللاعبين المتاحة، إذ استخدم خلال مسيرته أكثر من خمس خطط تكتيكية مثل 4-4-2 و4-2-3-1 و3-4-2-1 و4-5-1، ما يمنحه مرونة كبيرة في التعامل مع المباريات المختلفة.
الأهلي يفتح باب الرحيل أمام نجومه ويجهّز 3 صفقات سوبر في الشتاء
ويعرف كيف يُشرك لاعبيه في منظومة هجومية متحركة تعتمد على الضغط السريع والتمريرات العمودية المباشرة، مع الحفاظ على الانضباط الدفاعي.
ثورب يتمتع بخبرة أوروبية واسعة، فقد قاد عدة أندية بارزة في الدنمارك وبلجيكا وألمانيا، وحقق نجاحات لافتة أبرزها الفوز بكأس الدنمارك مع إسبييرج موسم 2012-2013، ثم لقب الدوري الدنماركي مع ميتلاند موسم 2017-2018، قبل أن يقود كوبنهاجن نحو التتويج بالدوري المحلي.
كما خاض تجربة تدريبية ناجحة مع منتخب الدنمارك تحت 21 سنة، ونجح في الوصول به إلى نصف نهائي بطولة أوروبا للشباب.
ومن أبرز ما يميزه أيضًا إيمانه بقدرات اللاعبين الشباب وقدرته على اكتشاف المواهب وتطويرها بسرعة. لذلك من المتوقع أن يمنح فرصًا كبيرة للعناصر الصاعدة داخل الأهلي، ما يفتح الباب أمام جيل جديد من النجوم. في المقابل، قد يجد بعض اللاعبين الكبار أنفسهم خارج الحسابات بسبب بطء الأداء أو ضعف الالتزام التكتيكي.
ويبدو أن زيزو وإمام عاشور سيكونان من أكثر المستفيدين من فلسفة المدرب الجديد، نظرًا لحيويتهما وقدرتهما على تنفيذ تعليماته داخل الملعب. أما أفشة والشحات، فقد تكون فترة مقاعد البدلاء عنوان المرحلة المقبلة بالنسبة لهما، ما قد يدفعهما لإعادة التفكير في مستقبلهما داخل القلعة الحمراء.
الأهلي، بقيادة ثورب، يستعد إذًا لمرحلة جديدة عنوانها “السرعة، الضغط، والانضباط”. مدرب يملك رؤية أوروبية واضحة ويؤمن أن النجاح لا يأتي من مجرد الفوز بالمباريات، بل من بناء منظومة متكاملة تعكس هوية النادي العريق وتعيد إليه بريقه القاري.