تسير إدارة النادي الأهلي نحو اتخاذ واحد من أهم وأجرأ القرارات خلال السنوات الأخيرة، بعد دراسة مطوّلة لملف خط الدفاع الذي أصبح محور جدل داخل القلعة الحمراء.
واستقرت إدارة بصورة شبه نهائية على رحيل المدافعين بالكامل، باستثناء لاعب واحد فقط سيبقى لفترة تحت التقييم، بينما أصبح رحيل باقي العناصر مجرد مسألة وقت.
ييس توروب، المدير الفني الدنماركي للفريق، يعمل منذ قدومه على تطوير الأداء الفني للاعبين، وقد نجح مع عدد كبير منهم، لكن أزمة الدفاع ظلّت العائق الأكبر أمامه. فبعض اللاعبين لم يصلوا إلى المستوى المطلوب رغم محاولات التطوير، ما جعل المدرب يشارك نفس رؤية جماهير الأهلي.
هذه الرؤية أيضًا تتوافق مع موقف الكابتن سيد عبد الحفيظ، عضو مجلس الإدارة والمشرف العام على قطاع الكرة، الذي عبّر عن عدم رضا واضح تجاه أداء خط الدفاع، خصوصًا في مركز المساك. ورغم كثرة عدد اللاعبين، فإن التأثير الفعلي على أرض الملعب يكاد يكون منعدمًا باستثناء لاعبين فقط.
أزمة الدفاع داخل الملعب
الفريق يعتمد حاليًا على ثنائي فقط هما ياسين مرعي، الذي ما زال يحتاج الكثير من الخبرات، وحجم تطوير كبير حتى يصبح عنصرًا ثابتًا، وياسر إبراهيم صاحب الخبرة الطويلة، والذي رغم ذلك لم يعد قادرًا على تقديم نفس المردود السابق. وفي حال غياب أيٍ منهما للإيقاف أو الإصابة، تظهر هشاشة الدفاع بصورة واضحة.
الأخطاء المتكررة حتى من الأسماء الأساسية جعلت الإدارة في حالة قلق دائم، خصوصًا بعد تراجع مستوى أكثر من لاعب مثل كوكا والبقية. ورغم محاولات الجهاز الفني لإعادة الانضباط الدفاعي، إلا أن النتائج لم تكن على مستوى التطلعات.
أمام هذا الواقع، لم يجد سيد عبد الحفيظ حلًا سوى اتخاذ قرار جذري بالسماح برحيل معظم مدافعي الفريق، في خطوة وصفها البعض بأنها أشبه بصفقة القرن على مستوى إعادة هيكلة الخط الخلفي بالكامل.
الراحلين من الأهلي
ياسر إبراهيم أصبح قريبًا من نهاية تجربته داخل الأهلي بسبب عامل السن، بينما أشرف داري سيرحل بسبب الإصابات المتكررة التي أعاقت مسيرته مع الفريق.
نفس الأمر ينطبق على مصطفى العش، الذي لم ينجح في إثبات نفسه منذ انضمامه. وبهذا لم يتبقَ سوى ياسين مرعي ليكون أساس المرحلة المقبلة، وإن كان ذلك مشروطًا بتحسن مستواه.
الخطة المبدئية داخل القلعة الحمراء تتجه نحو رحيل ثلاثة إلى أربعة لاعبين، واستقدام أربعة مدافعين جدد لتدعيم مركز المساك. وتضع الإدارة قائمة محددة بالأسماء التي ستكون محور الميركاتو المقبل.
صفقات الأهلي الجديدة
أبرز المرشحين هو محمد عبد المنعم، لاعب الأهلي المحترف في نيس الفرنسي، والذي يرغب في العودة لمدة ستة أشهر فقط من أجل استعادة مستواه، بينما يفضّل الأهلي عودته لمدة عام ونصف. المفاوضات جارية بين الطرفين مع وجود خلاف حول مدة الإعارة.
أما الاسم الثاني فهو عمر فايد، المدافع المحترف في أوروبا، والذي تابعه الأهلي منذ فترة طويلة. اللاعب عاد من الإصابة وبدأ في الظهور مع منتخب المحليين، ما جعله خيارًا مهمًا وربما صفقة استراتيجية سواء في يناير أو الصيف المقبل.
الاسم الثالث هو حسام عبد المجيد، مدافع الزمالك، والذي أصبح قريبًا من مغادرة القلعة البيضاء بسبب عدم قدرة الإدارة على تجديد عقده حتى الآن. الأهلي يترقب الموقف، خصوصًا أن عقد اللاعب ينتهي بنهاية الموسم المقبل، ما يجعل انتقاله ممكنًا وواقعيًا.





